لا بد وانكم قد حفظتم طول حكايتنا عن ظهر قلب ..
الألم والحزن والضباب والنشوة والدموع والابتسامة .. مزيج قد لا يجتمع في غير هذه المناسبة ..
ثورتنا يا سادة .. ليست كما يتصورها من لم يعشها واقعاً ..
وربما بإمكان ذوات الحس العالي جداً .. التقاط اشارات حديثي للرجوع لروح الحدث ..
هذا الشهر مُبارك .. كما بارك الله في اشهر ثورتنا الطّوال ..
شهر صبر .. شهر انتظار .. وترقب ، علّ الرحمة تهطل بغزارة ..
حرارة الجو لم تطفأ عزيمة ثورانا كما خيّل للبعض وانما هو العكس الذي انا على يقين انكم علمتموه ..
ابطالنا .. من نعتهم المقبور بما لم يرتق هو إلى مقامه ، اثبتوا وضاعة تفكيره الغبي
هذه الكلمات كتبتها في الاول من اغسطس ، ولأن الظروف كانت تحرمني في كثير المرات ان استمر في الكتابة فقد تركت الورقة دون نقطة ، ليأت اليوم وتقرأوها دون نقطة ..
سأستمر الان في وصف اللحظة التي عدت فيها لكتابة يومياتي ..
الرابع عشر من اغسطس الساخن ..
على صوت امي تنادي ، وكأنّها تمازحني ، والغبطة تملأ قلبها ..
تعالي الثوار في الزاوية !
تواردت الانباء قبلها بيوم عن اشتباكات في بير الغنم القريبة من الزاوية ولكني حتما لم اكن اتخيل ان هذا حقيقي ..
لم اترك لها مجالا لتكمل الحديث .. شاهدت بعيني كيف اكرمنا الله بالعودة إلى بداية الثورة ..
الثورة المنتصرة في بدايتها ..
الثورة المتحققة في بدايتها ..
رغم ان محدثنا من الزاوية كان عبدالعظيم محمد وليس ربيع شرير ..
ورغم ان التكبير كنا نسمعه من سيارات الثوار المتواجدة على اطلال مسجد الزاوية العظيمة ..
ورغم ان الاهالي خرجوا لتحية الثوار وفي اصواتهم - من اجساداً كانت هنا ( اسماء ينادون بها فقط ) ..
موجوعة هي الزاوية التي وقف الثوار لتحيتها واكرامها .. ولكنها بذات العظمة او تزيد ..
15 من نفس الشهر .. الثوار في صرمان يعلنون السيطرة الكاملة ..
وفجر الـ16 سقطت تيجي في ايديهم ..
لتعلن السيطرة على صبراتة عشية الــ17 / من اغسطس ..
18 اعلان السيطرة على مصفاة الزاوية ..
اما الــ 19 من ذات الشهر فقد كان هو الحدث الاكبر بالنسبة لي ..
اعلان تحرير كامل الزاوية وتحرير مساجين ابوسليم ..
وخبر عاجل على قناة العاصمة .. مُفاده بدء عملية تحرير عروس البحر ..
لحظــــة :
ليبيا لم يتغير فيها سوى النشيد والعلم / قبل ان تقول هذه الكلمة ، اذكرك بالشهور العجاف التي مررنا بها ،
ان كنت حقاً تحترم دماء الشهداء ... وان تذكرتم ان ليلة تحرير طرابلس وحدها كلفتنا 820 بطل ،
من خيرة رجال هذا البلد ، عد نفسك بأن تعمل لأجل الصديق والاب والاخ والام والطفل الصغير ، شهيداً او جريحاً او مفقوداً .
___________
ارى انه لا جدوى من وصف شعوري لكم تلك الليلة ، ففي بال الكثيرين منكم ما هو اجمل ،
يكفي ان اضعكم عند الساعة التاسعة التي بدأ فيها فعلياً عملية دخول الثوار إلى طرابلس ..
إلى ميدان الشهداء ..
اراها ضاقت ببقايا الاسرة الارض ، بل ضاقت بما رحبت ..
سيطر الثوار على المطار والميدان ومبنى الاستخبارات وشركة الكهرباء والبريد والكثير من النقاط الحيوية في البلاد ..
كل الشوارع انتفضت بأبناها الذين رحل منهم إلى الفردوس من رحل ..
وبقي آخرون ليكملوا قصة ثورة ..
بدونهم لا ولن تكتمل ..
كُل عيد ثورة وشهدائنا العظماء في الجنة .. الرحمة على ارواحهم يا من قرأت .
هناك 3 تعليقات:
لازال بذاكرتك الصغيرة الكثير انا واثقة ولكن هذا المقال ماهو الا فاتحة لسرد قد لا ينتهى
اهنئك يا غاليتي بوصف ايقض النائم السكن فينا .......
حفظ الله وحفظ الاهل كذلك
نسمة اللطيفة كالعادة ..
ربما وانت تحدثيني حول الذاكرة الان ايقظتي كثيراً من المنسي ..
سأعود للتعريج كلما شعرت بأهمية ما تذكرت ..
شكراً لمرورك .
تحياتي
شكرا هلبا ع البوست وانى عاتب هلبا ع باقى المدونين اللى قصرو فى الكتابه ع ليلة تحرير العاصمة والتورة بالعموم ...
إرسال تعليق