ها هو الشهر الخامس من عمر الثورة قد حل ..
ولم يدقّ الربيع بابنا حتى الآن ..
ولا ارانا ننتظر الزيارة قريباً ..
ضربات الحلف الاطلسي لم تتوقف ، وايضا ضربات الثوار ، والقذافي لا زال خارج الواقع ..
تجاوزنا لغة السياسة بمسافات ضوئية ..
اصوات ثوارنا يكبرون ، وقلوبهم الممتلئة بإيمان النصر ، كانت تشحذ هممنا وتشعرنا بأن النصر هو قاب قوسين او ادنى من التحقق ..
الشهر تقريباً ..
بعد ان تركنا خلفنا اخي الأكبر ..
عدنا بإنتظار اللقاء على ارض الوطن المحرر ..
عايشنا ما تبقى من الايام ، قبل حلول الشهر الفضيل .. بكثير من الصبر ..
الاتصالات كانت شبه منقطعة ..
الكهرباء هي الاخرى ..
وطوابير البنزين .. فإن انتظار اسبوع كامل لتعبئة القليل هو اقصى المنال ..
الشهداء على الجبهات لا يُعدّون ..
جبهة البريقة ..
طال الانتظار وما تحقق شيء ..
ورغم ان المفترض هو تحرير مصراتة منذ ايام قليلة .. الا ان جبهة الدافنية والتي تعد من اصعب خطوط النار لا تزال ترهقنا ..
صوت الاستاذ جمال سالم على الجزيرة .. يطمئننا .. اصوات اخرى تفقدنا الامن ..
الهموم المتكدسة لا تنتهي ..
وعلى الصعيد الشخصي كانت الامتحانات وعلى غير العادة هي ما يشغل معظم الطلبة ولا يشغلني ..
حقيقة اني فقدت الامل في اللحاق بالعام ، وكان كلما حدثني احدهم هل ستشاركين فيها اجبت بالنفيّ .. ليس هذا بشيء جيد ولكن حين يكون اخوتي في مصراتة
والزنتان وبنغازي في ذات الوضع فإنّي لست افضل منهم بشيء . خصوصا بعد غيابي عن مدرجات الدراسة منذ فبراير الآزف .
هذه الايام ، اعيش وضعاً نفسياً صعباً ..
الآن ادّون هذه الكلمات ، الساعة تشير إلى الحادية عشر واربع وثلاثين دقيقة ليلاً ، اكتب والكل شبه نائم ..
ليس ثمة ما يشجعُ على السهر ..
الجو حار .. والكهرباء مقطوعة على كل البلاد تقريباً ..
ريبورتاج على قناة فرانس 24 شاهدته صباحاً كان يظهر اخواني في بنغازي يعيشون نفس الأزمة ..
نقص في الوقود المغذي للمحطات تقريباً .. وانقطاع يصل الى 8 ساعات واكثر ..
ابتسمت حقيقة ، فهم وحتى في اوج تحررهم يقاسمونا الوضع واللقمة والألم والأمل .
رغم سلبية الحالة الا انني اشعر بالسعادة ..
والدي الغائب ترك فراغا كبيراً ..
لا تكاد تمر ساعة دون ان اتذكره ..
وكلما زرته تمنيت البقاء معه ولو لليلة .. لكنه وكالعادة كان يرفض ..
نور تبحث عن ابيها فجأة .. فتبكي امّي التي طال صبرها هي الأخرى ..
فجراً يرن جرس الهاتف بعد ايام من الانتظار ..
والمتصل هو العزيز الغائب .. في ثواني يطمئنا انه بخير ويغلق ..
وتستمر الحكاية ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق