إنتشر منذ ليلة السبت الموافق 9 مارس 2013، نبأ وصول بعض حالات التسمم الكحولي للمركز الطبي الرئيسي بطرابلس، دون أن تحدث هذه الواقعة صدى يُذكر، فهذه ليست هي المرة الأولى التي يحدث فيها عملية كهذه، فقد سبقتها وفاة 7 أشخاص في مستشفى الزهراء - لذات الأسباب - نهاية العام الماضي.
ولكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، فقد إزداد عدد المتوافدين على المراكز الطبية والمصابين وحسب التشخيص الأولي بتسمم كحولي قوي، نتيجة تناولهم جرعات من الكحول المحلي الصنع، والمحتوية على نسبة كبيرة من وقود الطائرات "ميثانول " ..
وهي مادة كيميائية تتلخص سميتها في تحولها من شكلها الأساسي ميثانول إلى الفورمالدهيد وهو الأكثر خطراً على الجسم البشري ..
حيث يدخل في مجموعة من التفاعلات تبدأ نتائجها في الظهور من ساعات إلى أيام قليلة، بوصول السُم إلى الدم ومنه إلى الأجزاء المختلفة من الجسم، مسبباً العمى ومشاكل أخرى للكلى.
هذه المعلومات قد تهم البعض ولكن لا أعتقد أنها تهم المتضررين من هذه الواقعة كثيراً، فالحادثة تمت، ومات من مات، رغم أن القول ليس بهذه البساطة، فوفاة 51 شخصاً حسب المعلن هو أمر في الحقيقة كارثي .. أضف إليهم الموتى غير المعلنين، ممن فضلوا الموت في منازلهم عن إنتشار الفضيحة، في مجتمع ينظر إلى المآل بعين المحافظ المعصوم !!
أليس وفاة ال51 شخصاً بالإضافة إلى ال378 حالة ما بين عمى وفشل كلوي، يكشف حقيقة هذا المجتمع الذي إدعى لسنواتٍ الحفاظ، وفضّل الصمت على ما به من خللِ - فضّله - عن الإعتراف وكشف الحقائق كما هي؟
إن متابعتي للوضع الإجتماعي والشبكي خلال اليومين الماضيين، لم تضف لي جديد تقريباَ، فكل من لم تطاله يد التسمم الكحولي هذه المرّة، بدأ في تنظيره المقرف عن الدين والسلوك وعمّا آل إليه الضحايا ..
إن وجهة نظر هؤلاء بإسم الدين، والذي فضلوا الشماتة من نوع "يستاهلو .. وماتوا جيفة .. ومن وين بتلحقهم الرحمة" هي وجهة نظر قاتلة لكل ما يحمله الإسلام من تسامح ..
كيف ترتضي لنفسك أن يفيض منها كل هذا الحقد ؟
إذا كان ما مات عليه هؤلاء يزعجك، وغير مرضي بالنسبة لك، فالسكوت في هذه الحالة أفضل من الدخول في نقاشات لا طائل من ورائها ..
ثمة أمُهّات لا يستطعن البوح الآن ..حابسات لدموعهنّ خوفاً منك ومن أمثالك ..
خوفاً من عيون مجتمع سيلبسهُنّ ثوب العار .. فأبنائهم ماتوا على "كُفر" !
إن مناقشة النتائج الآن مثل الحرث في البحر،
ولا نعلم ما القادم نحونا ..
هذه الفاجعة لم تكن في الحسبان .. كما لن نحسب ما أفجع منها إذا بقينا على هذا الحال ..
الخطاب التقليدي الخشبي، خطاب النصح والإرشاد غير مجدي ..
إبحثوا في سبب المصائب ..
إنه الفراغ .. أقتلوه لكي يُبنى هذا البلد !
ولكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، فقد إزداد عدد المتوافدين على المراكز الطبية والمصابين وحسب التشخيص الأولي بتسمم كحولي قوي، نتيجة تناولهم جرعات من الكحول المحلي الصنع، والمحتوية على نسبة كبيرة من وقود الطائرات "ميثانول " ..
وهي مادة كيميائية تتلخص سميتها في تحولها من شكلها الأساسي ميثانول إلى الفورمالدهيد وهو الأكثر خطراً على الجسم البشري ..
حيث يدخل في مجموعة من التفاعلات تبدأ نتائجها في الظهور من ساعات إلى أيام قليلة، بوصول السُم إلى الدم ومنه إلى الأجزاء المختلفة من الجسم، مسبباً العمى ومشاكل أخرى للكلى.
هذه المعلومات قد تهم البعض ولكن لا أعتقد أنها تهم المتضررين من هذه الواقعة كثيراً، فالحادثة تمت، ومات من مات، رغم أن القول ليس بهذه البساطة، فوفاة 51 شخصاً حسب المعلن هو أمر في الحقيقة كارثي .. أضف إليهم الموتى غير المعلنين، ممن فضلوا الموت في منازلهم عن إنتشار الفضيحة، في مجتمع ينظر إلى المآل بعين المحافظ المعصوم !!
أليس وفاة ال51 شخصاً بالإضافة إلى ال378 حالة ما بين عمى وفشل كلوي، يكشف حقيقة هذا المجتمع الذي إدعى لسنواتٍ الحفاظ، وفضّل الصمت على ما به من خللِ - فضّله - عن الإعتراف وكشف الحقائق كما هي؟
إن متابعتي للوضع الإجتماعي والشبكي خلال اليومين الماضيين، لم تضف لي جديد تقريباَ، فكل من لم تطاله يد التسمم الكحولي هذه المرّة، بدأ في تنظيره المقرف عن الدين والسلوك وعمّا آل إليه الضحايا ..
إن وجهة نظر هؤلاء بإسم الدين، والذي فضلوا الشماتة من نوع "يستاهلو .. وماتوا جيفة .. ومن وين بتلحقهم الرحمة" هي وجهة نظر قاتلة لكل ما يحمله الإسلام من تسامح ..
كيف ترتضي لنفسك أن يفيض منها كل هذا الحقد ؟
إذا كان ما مات عليه هؤلاء يزعجك، وغير مرضي بالنسبة لك، فالسكوت في هذه الحالة أفضل من الدخول في نقاشات لا طائل من ورائها ..
ثمة أمُهّات لا يستطعن البوح الآن ..حابسات لدموعهنّ خوفاً منك ومن أمثالك ..
خوفاً من عيون مجتمع سيلبسهُنّ ثوب العار .. فأبنائهم ماتوا على "كُفر" !
إن مناقشة النتائج الآن مثل الحرث في البحر،
فالموت حدثت .. و لا رجوع عنها !
ولا نعلم ما القادم نحونا ..
هذه الفاجعة لم تكن في الحسبان .. كما لن نحسب ما أفجع منها إذا بقينا على هذا الحال ..
الخطاب التقليدي الخشبي، خطاب النصح والإرشاد غير مجدي ..
إبحثوا في سبب المصائب ..
إنه الفراغ .. أقتلوه لكي يُبنى هذا البلد !