السبت، 22 نوفمبر 2014

متى سنهزم الحرب في ليبيا؟

صورة أرشيفية - قمت بإلتقاطها في اغسطس الماضي من على حائط مقبرة تمر بالطريق فرعي على امتداد احدى مناطق ورشفانه


الوضع اليوم مُعقّد ..
بل ومعقد جداً ..

كعادة أمي التي شأنها شأن كل الليبيين، المتابعين للشأن الليبي من خلال صفحات الفيسبوك، لا تغفل عن سؤالي، سمعتي؟ .. ما إن تراني اقتربت منها.
وكعادتي في هذه الفترة أردّ ذات الرد "يا أمي منبيش نسمع شيء يتعلق بليبيا" - وألحق "أرجوك يا أمي انت تعرفي قداش نفسيتي تاعبة من الوضع، ارجوك متحكيليش على شن صاير خليني زي ما انا"

وفي الحقيقة، أنا اسدّ المنافذ أمام أمي، لفتح ثغرة نقاش سياسي أنا متأكدة مسبقاً بأنه غير ذي جدوى، رغم أني أتابع الأخبار في صمت، ولا يمر نصف يوم تقريباً دون أن افتح تويتر، لأجد تايملاين، يعجّ بغالبية المغردين الليبيين، يتحدثون عن كل شيء، وفي أي وقت.

التويتر هنا غريب الأطوار، ككل شيء تقريبا، ففي أغلب الأحيان أنت لست بحاجة لمراجعة خبر  قد مرّ عليه وقت طويل، لأنك ستجد من لم يسمع بالخبر إلا مؤخراً يناقشه على التايملان، كما ستجد مغردين فتحوا ذات الموضوع عشرات المرات، مشتركين في نفس النقاش.

الفراغ في ليبيا، يؤدي إلى ذات النتيجة، وإن إختلفت المجتمعات الإفتراضية ..
التويتر يناقش الشيء، عشرات المرات في يوم واحد .. وينتقل ثاني يوم إلى موضوع جديد، وكأن شيئاً لم يكن بالأمس
الفيسبوك يناقش نفس الشيء، ملايين المرات في نفس الشهر .. وينتقل لنقطة أخرى في نفس الموضوع، ليناقشها آلاف المرات في الشهر المقبل ..

الفرق بين مجتمعي تويتر وفيسبوك هنا، هو التعامل مع الوقت برأيي
فبينما يمشي الفيسبوك على طريقة LTT ، يمشي تويتر في سباق مع الزمن .. وإن كانت النتيجة في الحالتين تمضية الوقت والهروب من الواقع الخالي نظرياً من أشياء يمكن فعلها.

*خلال الأشهر الماضية .. وبعد أن أتممت آخر إمتحان لي مباشرة بدأت الحرب داخل مدينة طرابلس ..
الحرب التي شلّت الحركة في المدينة تماماً، بل وجعلتها المدينة الخالية إن صحّ الوصف، الأمر الذي أدّى لتأجيل كل مخططاتي لقضاء عطلة جيدة بعد عشرة أشهر من الدراسة المتواصلة.

مرّت الأسابيع الواحد تلو الآخر، وأنا في إنتظار أن تتحسن الأوضاع وتعود الحياة إلى المدينة، ولكنّي نسيت أن الفترة فترة حرب، يعني لا وجود لعقل يخمد هذه الحرب - وما إن بدأت أتيقن أن الأمر سيأخذ أكثر من المتوقع، حتى بدأت أبتعد عن كل شبكات التواصل، وأمضي أغلب وقتي في قراءة الكتب التي لم أتمكن من قراءتها خلال العام الدراسي.

قد يلومني البعض، وقد يصفني آخرون بالسلبية، ولكنني نوعاً ما مقتنعة، بأن القراءة أفضل من التعبير عن مشاعري على صفحات التواصل، لسبب بسيط، هو أن المعركة الدائرة الآن -أقصد في غرب ليبيا- معركة خاسرة، الطرفان خاسران.

يؤلمني التفكير في أصدقائي الذين أحرقت منازلهم، أو الذين هُجرّوا بطريقة لا إنسانية من مُدنهم وقراهم .. يؤلمني رؤية منزل الشاعر، الذي حلم به سنوات كثيرة، وعاش فيه سنوات قليلة - أن أراه بقاياً مكان محروق ..
هل يعلم الفاعل، كم حُلماً جميلاً أحرق؟

هذه الحرب، لا أحد سوف ينتصر فيها، بل سوف تستمر لوقت طويل، الوقت في الحرب مسموم - مزيداً من الوقت في الحرب يعني مزيداً من الدماء، مزيداً من المنازل المُهدّمة، مزيداً من الألم، ومزيداً من الجروح التي قد لا تلتأم ..
الوقت في الحرب يمضي ويمضي حتى يجعل اكتاف الظالمين تتثاقل بدعاء المظلومين ..

فهل يعي أحداً هذا؟
____________
الشاعر الذي أحرق منزله هو عاشور الطويبي
...

*ليلة الجمعة، التاسع عشر من سبتمبر، فتحت تويتر، وكانت أخبار الاغتيالات في بنغازي تنبأ برقم مهول، تقريبا 13 اغتيال في نفس اليوم ..
وفي ساعة متأخرة جداً، قرأت على التايملان، نبأ إغتيال صديقي المدون توفيق بن سعود ورفيقه سامي الكوافي، لوهلة ظننت أنها إشاعة، رغم أن أخبار الإغتيال عادة لا تكون إشاعات ..
في نفس اللحظة كتبت لتوفيق، طلبته أن يردّ .. لكنه لم يفعل
اتصلت بصديق مشترك ليؤكد لي نبأ وفاته ..
كانت ليلة هستيرية .. لا أتمنى أن تتكرر في حياتي مطلقاً ..
مات توفيق بن سعود، ليموت معه كثر من الأمل، لم يكن توفيق شاب عادي، ولا مجرد شاب ناشط، توفيق كان مشروع وكان حلم، حلماً جميلاً لا تتمنى أن ينتهي، فكيف إذا إنتهى في أوله؟

لأجل توفيق .. ولأجل سلوى وعبد السلام، لأجل سارة البوعيشي الراحلة بالأمس غدراً، لأجل جاد الصاري، لأجل أحمد الكريكشي، ولأجل الأسماء المنسية من ذاكرتنا، الحية في قلوب الأمهّات والأحبّة، لأجل الأبطال الراحلين، والأبطال الذين سيرحلون .. لأجل المنفيين داخل الوطن وخارجه..

لأجلهم جميعاً ولأجلنا، ندعو إلى وطن يجمعنا، وطن يلملم شتاتنا، وطن نضمد جراحه فيضمد جراحنا، وطن لا يعرف الحرب.
ملاحظة/
هذه التدوينة جاءت كسرد عشوائي لأحداث مليئة بالتفاصيل عشتها خلال الأربعة أشهر الماضية، بعد إنقطاعي عن التدوين، دعماً لحملة #أنا_أدون.

الثلاثاء، 10 يونيو 2014

هل سينجح "فيقلي" في إيقاظنا؟

فكرة هذه التدوينة خطرت في بالي، بعد ان تلقيت دعوة من صديق مساهم في عمل سأتحدث عنه بالتفصيل في هذه التدوينة، ومذ ذاك الحين، أي قبل سنة، حاولت برغبة غير ملحة، في التواصل مع فريق العمل.
لوقو برنامج فيقلي

مؤخراً تمكنت بالفعل من التواصل مع صاحب الفكرة، والذي لم يتردد في الرد على العديد من الأسئلة حول مشروعهم الإعلامي فيقلي، والذي يأتي ضمن سلسلة من الأفلام التوعوية القصيرة المصورة، والتي تتحدث في كل فصل منها عن موضوع منفصل، تصب في النهاية في قالب توعوي واحد يتسم بالحداثة والموضوعية. 


ورداً على سؤالي الأول حول الفكرة التي انطلق على اساسها مشروع فيقلي، قال طارق الميري وهو مؤسس هذا العمل: "فكرة المشروع جائت عفوية ومن الحاجة الماسة لتغيير الحوار العام في الشارع الليبي، ونحن في مجال الانتاج و التوثيق من أكثر من ست سنوات. وانا شخصيا من محبي السينما و الافلام ومن المهتمين بهذا المجال منذ فترة، وبعد أن فُتح الباب ولمسنا شغف الجمهور لرؤية المزيد تحمسنا لتأسيس شركة انتاج ومباشرة العمل في اخراج وانتاج مجموعة من الأعمال وكان فيقلي من ضمنها.

هذا السؤال، قادني لسؤال آخر، هو كيف سيتمكن فريق فيقلي من الوصول لملايين الليبيين ممن ليس بإمكانهم الولوج للنت، وهنا كان الرد كالتالي:
  


بعد تجربة الجزء الاول من فيقلي و تحصلنا على ما يزيد عن ثمانين الف معجب على صفحتنا في الفيسبوك منهم نسبة 20% شاهدو الحلقات على اليوتوب اتضح لنا انه لا يمكن الوصول الى اكبر عدد من المشاهدين عن طريق الانترنت، لذلك قررنا في الجزء الثاني ان نتصل بمحطات التلفزيون لنوصل برنامج فيقلي لأكبر عدد ممكن من الناس لتحقيق مشاركة فعالة. ومن المحطات التي ستذيع العمل
 ليبيا تي في Libya TV
 وليبيا لكل الاحرار
ابتداءا من الاسابيع المقبلة


Feegli show


وفي السياق ذاته، توجهت إليهم بالسؤال حول نوعية التغيير الذي حدث في الجزء الثاني من البرنامج، وما إذا كان هذا التغيير بناء على رغبة فريق الإنتاج أم على رغبة المتلقي وكان الرد: 
"إن الفرق بين الجزء الاول والجزء الثاني في شيئين اساسيين. أولا في نوعية المواضيع المطروحة والتي كانت في الجزء الأول إجتماعية وفي الجزء الثاني سياسية. والاختلاف الثاني كان في كيفية العرض او التطرق للمواضيع. وبالنسبة للجزء الثاني سيكون بطريقة تفاعلية اكثر مع الجمهور وفي نفس الوقت محافظ على هوية البرنامج والمنبثقة من اسم فيقلي والمعني هو التركيز و التفكير في صلب المشكلة لايجاد حل. وتم تغيير طريقة العرض بناء على نظرتنا وإحترامنا للمشاهد، وضمان عدم ملله من تكرار نفس الكيفية لأكثر من ستة حلقات. الجزئين يتكونان من ست حلقات ولن نتطرق للتفاصيل لأن الجمهور لم يشاهد بعد حلقات الجزء الثاني"


فريق فيقلي أثناء تصوير احدى الحلقات بجامعة طرابلس

 هل كان تفاعل الجمهور مع الموسم الاول من فيقلي موازِ لما تطلعتم اليه؟


نتائج الجزء الاول من برنامج فيقلي فاقت توقعاتنا من ناحية تفاعل جمهورنا و عدد المشهادات. ونتوقع نجاح اكبر و اوسع للجزء الثاني لأنه مستوحى من معاناة و مشاغل الناس والشباب بالذات.
 وبالحديث عن تطلعات فريق العمل، ونظرتهم المستقبلية للمشروع، قال طارق 

 تركيزنا في المرحلة المقبلة على افلام وثائقية سينمائية تشمل موضوع المواطنة، الهجرة، النجاح المهني و مواضيع اخرى. وفي نفس
الوقت نعمل على نشر برنامج فيقلي بشكل اوسع عن طريق وسائل العرض المختلفة.
 حاليا في ليبيا تي في وليبيا لكل الاحرار، وفي الفترة القادمة يمكن ان ننشر في محطات الراديو كـ راديو زون، وتربوليتانا اف ام.
 هل هناك منافسين في هذا المجال داخل ليبيا، وإن كان نعم، فعلى أي درجة تضعون أنفسكم امام منافسيكم ؟


 المنافسة في مجال الاعلام كالكتابة او الشعر، كل منتج او مبدع يتميز بأسلوبه وطريقته، ولكن هناك العديد من المواهب المختلفة في مجال الانتاج وخاصة في اليوتوب، وفي نظرنا كلما زادت وتنوعت كمية الانتاج كلما تحسنت الجودة وتطور ذوق المشاهد وزاد المبدع احترافية.

حلقة من حلقات فيقلي حول المعاكسات في ليبيا، نشرت على قناة البرنامج على يوتيوب


 ماذا ينقصكم كفريق إنتاج وما هي العقبات التي واجهتموها ولا زالتم، لإنتاج هذا العمل؟
في أي انتاج اعلامي تولد الأفكار ولكن العائق دائما يواجهنا في آلية التنفيذ، كضرورة توفر تصريح التصوير في الاماكن العامة والعرقلة خلال التصوير. 

ما نطمح إليه هو ان يكون هناك تفهم اكثر للعمل الاعلامي وتوفر الجهة المتخصصة لتسهيل عملنا، وتقليل البيروقراطية في الاجراءات و العائق الثقافي من حيث قلة المشاركة في ادلاء الرأي و عدم تشجيع المرأة لممارسة حقها في التعبير بسبب الضغط الإجتماعي.
 وختاماً كان السؤال، فيما هل يفكرون، في تجاوز النطاق المحلي والعمل على قضايا اوسع، وجاء الرد كالتالي:

بعد تجربة الجزء الثاني، ما ننتجه الآن يستهدف الجميع بحكم تواجد كل الحلقات على الانترنت، وخاصة من يرغب في تتبع الأحوال و القضايا الليبية. وكما شاهد الجمهور في الجزء الأول وفي حلقة سمعة ليبيا الدولية تعمدنا تصوير الحلقة في مدينة لندن بالمملكة المتحدة لنربط ليبيا بالمجتمع الدولي ونستقطب جمهور عالمي ليتعرف اكثر علي ليبيا وقضاياها رابط الحلقةhttps://www.youtube.com/watch?v=opMRbfgywYY 
و بالتأكيد سيكون لنا توسع في المواضيع التي تشمل ليبيا.
وللراغبين في التعرف اكثر عن برنامج "فيقلي" بإمكانه تتبع الوسائل التالية:
www.facebook.com/feegli
Twitter: @feegli
 Email: feeglishow@gmail.com 
Youtube: www.youtube.com/feegli



الأحد، 30 مارس 2014

إحتفالية المركز الإعلامي الطلابي، هل تحولت إلى مناظرة؟!

الصورة لمدرج مسرح العلوم اليوم، نقلاً عن احد الطلبة، صفحة احتفالية المركز الإعلامي الطلابي
بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لتأسيس المركز الإعلامي الطلابي لجامعة طرابلس، اقيمت اليوم الاحد، بمسرح كلية العلوم بالجامعة، إحتفالية حضرها عشرات الطلبة من مختلف الكليات.

بدأ برنامج الحفل، بآيات قرآنية، تلاها عرض فيديو حكى فيه رئيس المركز الطالب غالب الزقلعي، والعضو المؤسس عبد الرحمن الغماري، عن نشأة فكرة المركز، وعن الظروف الصعبة وقلة الإمكانيات التي مرّ بها المركز طيلة سنتين.

وفي الكلمة الأولى للحفل، وبعد تهنئته لمنتخب جامعة طرابلس للخماسيات بمناسبة حصوله على بطولة بيروت للجامعات العربية 2014، إغتنم الدكتور المدني دخيل، رئيس الجامعة، الفرصة لوضع بعض النقاط على الحروف، حسب تعبيره!
وقال "انا وزملائي في الإدارة، وايفاء للأمانة التي تحملناها، والتي ندرك جيداً ثقل وزرها، خصوصا في هذه الفترة الحرجة التي يمر بها وطننا الجريح، ومع إحترامي لكل الجهود التي يبذلها المركز الإعلامي الطلابي، كنت اتمنى ان يركز على كل الجوانب ايجابية او سلبية، للأسف لا بد أن اشير إلى قصة حمام رئيس الجامعة، والذي دخل التاريخ كأول حمام تفتح له صفحة على الفيسبوك ، وهو يقصد صفحة ( كلنا 77 الف صيانة حمام رئيس الجامعة المدني دخيل) والتي يدعى زوراً أن رئيس الجامعة قام بصيانتها بمبلغ 77 الف دينار، ليعلم الجميع ان هذه الصيانة كانت لكل دورات المياه بمبنى رئاسة الجامعة وكانت قبل العام 2011، أي قبل بداية الثورة، والمستندات جاهزة لمن يريد الإطلاع عليها.

كما تحدث د.دخيل على الممرات الجامعية التي وحسب وصفه (تم التعليق عليها كثيراً) ،بعد أن نشرت بعض الوثائق على النت تفيد بأن قيمة هذه الممرات 2 مليون دينار !!
حيث قال "إن قيمة هذه الممرات لا يعلمها إلا من تنهال عليه امطار الشتاء وتكوي جسده حرارة الصيف".
وأضاف "اما من يركبون السيارات الفارهة، فالطبع لا تمثل هذه الممرات اهمية بالنسبة لهم"، وعبّر في كلمته ايضاً أنه فخور بهذا الإنجاز وأن المبلغ المرصود، لم يصرف بالكامل!

وفي كلمته اشار ايضا إلى موضوع المنحة الطلابية وقال" أنه وبناء على تعليمات الدولة لا تصرف المنحة الا لمن يقدم الرقم الوطني للجامعة، ونطمئن الطلبة انه سيتم قريبا صرف 3 اشهر لمن استوفى بياناته، وسيتم صرفها شهريا بعد ذلك"

وفي ختام كلمته، شدد دخيل على ضرورة ان يلتفت المركز الإعلامي ايضاً لما قامت به الجامعة من :
1- المقرات الجديدة المقدرة ب50 هكتار التي خصصت لانشاء فروع للجامعة في قصر بن غشير وجنزور وتاجوراء

2- ايفاد المئات من الموظفين لغرض التدريب بالأردن، كلف كل موظف 200 دينار اردني للفرد، وقال "ونحن نعلم كيف يتم استغلال بند التدريب في التلاعب بأموال الدولة"
3- النظافة ونقل مخلفات الجامعة

4- العقود التي وقعتها الجامعة والتي تشمل تفعيل المكتبة الالكترونية والبوابة الالكترونية والبطاقات الالكترونية.

بعد نهاية كلمة رئيس الجامعة، جاءت كلمة الطالب غالب الزقلعي، رئيس المركز حيث افتتح بالترحيب بالحضور وقال "اخوتي الطلبة، اخواتي الطالبات، إن القارئ والمترجم لابجدية العمل الجميع، سيخرج بمعدلة مدخلاتها ومخرجاتها، هي أن الطالب مركون مقذوف في خانة الضحية، ضحية عبث اداري .. اهمال .. تقصير!

واضاف "إن مستنقع الفساد الجامعي، قد شارف على الفيضان، وإن العبث بمستقبل الجامعة هو عبث بالوطن"
وتوجه إلى الطلبة بالقول" إن كنتم تنتظرون التغيير منهم، فمثلكم كمثل الذي ينتظر الزيت من غريان، فلا الزيت قادم، ولا هو هو ادرى بطريق غريان.

وتساءل قائلاً" هل تعتقدون ان الانامل التي وقعت على مشاريع وصفقات فساد، قادرة على حياكة نسيج التغيير؟
اناملكم وحدكم ايّها الطلاب، هي القادرة على صناعة التغيير، فإما أن يتحقق بكم، او لن يتحقق!

ربما العديد منكم لم يسشتعروا قوة الحركة الطلابية، التي فجرت ينابيع الثورات في فرنسا وكولمبيا وبريطانيا، وقال "القوى الطلابية هي القوى التي ارّقت مضاجع المستبدين، وزعزعت عروش الملوك، وكانت على مر التاريخ، شرارة للنهضة الصناعية والحضارية.

كما استذكر غالب، حادثة السابع من ابريل، وعبارة الشهيد كعبار وهو في زنزانته" احلم ان ارى الجامعة حرماً مصاناً " وتوجه للمسؤولين بقوله فلا تعبثوا بهذا الحلم!

الحفل لم ينته هنا، فكلمات أخرى للعضو المؤسس الطالب عبد الرحمن الغماري، والطالبة لبنى الزنتوني، وايضاً للدكتور مصطفى بو شاقور الذي ذكر العلم عشرات المرات في كلمته القصيرة، مؤكداً على اهميته، قائلاً "رحلة العلم هي الرحلة التي يضيف فيها الواحد منّا إلى المخزون المعرفي الإنساني" وتوجه في ختام كلمته بالنصح لفريق المركز الإعلامي، بأن يبتعدوا عن ما وصفه "اسلوب الاعلام الليبي في نقل الحدث".

بالإضافة إلى عديد الفقرات الأخرى، التي شارك فيها طلبة المركز (حميدة جعودة، تهاني بلخير، وسيم الاسطى، آلاء الادهم، ازدهار) والعديد من الأسماء التي يصعب حصرها، بالإضافة إلى بعض المساحات التي خصصت لعرض آراء الشباب.


الأربعاء، 12 مارس 2014

حول إقالة حكومة زيدان!


تعليقات كثيرة تدور في ذهني منذ أن رأيت صورة اعضاء المؤتمر (الذين تظاهر ضدهم الشعب عديد المرات رفضاً للتمديد) يرقصون (على ما يبدو) إبتهاجاً بإقالة الحكومة، وعضوة نزلت للشارع "شخصياً" لتعبر عن هذا الفرح.
@libyanproud : صورة يظهر فيها عضوا المؤتمر عبد الرحمن الشاطر وسليمان قجم محتفلين بإقالة زيدان

أولاً: فلنتفق أن الحكومة أخفقت في الكثير من الأمور، وأنها وبتصريح من  المؤتمر اللصّ، تسببت كسابقتها (حكومة الكيب) في إهدار مليارات الدولارات، دون 0.1% نتيجة.
ثانياً: وهو الأهم بالنسبة لي، طرح ملف سحب الثقة من زيدان، لم ينجح سوى في المرة العاشرة تقريباً وفي كل مرة كان زيدان يظهر مطمئناً، واثقاً من أن سحب الثقة لن يحدث، لكن المرة الأخيرة لم يظهر زيدان، ولم يأخذ طرح موضوع سحب الثقة ذات الصدى الذي كان يأخذه في المرات السابقة.

كما يمكننا القول ايضاً أن هذه المرة كانت وعلى كل المقاييس مختلفة، وذات طابع جدّي خصوصا بعد الاحداث المتتالية التي برزت على الساحة في الفترة الأخيرة (ظهور قطيط من جديد، ظهور مسؤول الاحوال المدنية محمد بوكر كمرشح، إستقالة نوري العبار رئيس مفوضية الإنتخابات من منصبه بعد إجراء إنتخابات الهيئة التأسيسية لصياغة الدستور، التي قاطعها اكثر من 3/4 الشعب الليبي، بيع جضران ومن معه للنفط، مهاجمة المؤتمر الوطني من قبل بعض المحتجين الغاصبين .. )

قبل أيام، سألت موظفة في رئاسة الوزراء حول إمكانية إجراء مقابلة صحفية مع رئيس الوزراء فأجابت بكل رحابة "زيدان يرحب بذلك، خصوصاً وأنت شابة وهو يدعم الشباب".
جاءت بعض الظروف التي أدت لتأجيل تحديد الموعد، ولم أكن أعلم حقيقة أنه سيصبح بمقدور أعضاء المؤتمر الذين وقفوا مرات عديدة مع زيدان، أن ينقلبوا عليه هذه المرة، لإثارة نوع من البلبلة والقلق في الشارع، ولتصعيب مهمة رحيلهم أكثر، لكنهم بالفعل لم يترددوا في التصويت وهذه المرة بغالبية مثيرة للشك.

إن لم يكن للحفاظ على مواقعهم .. مالذي يدفع اعضاء المؤتمر للتصويت بسحب الثقة هذه المرة، وهم الذين عاشروا هذه الحكومة بما لها وما عليها، واستفادوا منها بشكل ملحوظ، كما زرع بعضهم اقاربهم فيها، وصبروا على عملها حتى نفد الرصيد !؟
التساؤل الثاني: أين كانت هذه الأصوات الرافضة ولماذا ظهرت فجأة، ومن كان مع من، ومن إنقلب ضد من وما هي مبررات تغيير المواقف؟ وهل يبدأ تحالف القوى الوطنية، صفقة جديدة، بعد تخليه عن زيدان؟
بيان حزب العدالة والبناء بعد إقالة الحكومة المؤقتة
كما هل سيدعم حزب العدالة والبناء، الذي أصدر بيانه ليلة البارحة مهنئاً الشعب الليبي برحيل زيدان!! هل سيدعم نوري العبار تحديداً، في حال ترشحه؟


كل هذه الأمور وهذه التساؤلات لا يمكن لأحد الإجابة عنها في الوقت الحالي، بمن فيهم أعضاء المؤتمر أنفسهم، لأنهم وببساطة لا يمتلكون قرار شيء، سوى الرقص على قراراتهم الفاشلة دائما. 

برغم تصريحه المتأخر بأن "المؤتمر الوطني الحالي ماهو إلا إمتداد لمؤتمر الشعب العام) وبرغم ظهوره ليلة البارحة على شاشة ليبيا لكل الأحرار، في شبه خطاب لليبيين، بدا فيه متألماً لما حدث، إختتمه ببعض مما إختتم به الملك الراحل إدريس السنوسي إستقالته، سيذكر التاريخ أن زيدان هو رئيس الوزراء الذي أخطتف علناً، وظهر خاطفوه علناً، متباهين بفعلهم .. 
وسيذكر أننا أبتلينا بأغبى أعضاء برلمان في تاريخ البشرية ..
وفي صفحاته السوداء، سيذكر التاريخ أيضاً، أنكم يا أعضاء المؤتمر، أحلتم ملف مرتباتكم إلى الأمم المتحدة، في الجلسات المبكرة من تاريخ عملكم، أيها المتكالبون على المال. 

اما بشأن البث فيما توصلت إليه لجنة فبراير .. فلا ألوكم على التأخير .. لا يزال هناك وقت وعندكم منه الكثير، كما أن الطريق لا يزال طويلاً وقد يحتاج منكم العودة إلى مقاعد الدراسة، حتى تتمكنوا من فهم هذا الموضوع المعقد والصعب.

الثلاثاء، 14 يناير 2014

إنتباه: الدستور الليبي القادم .. من وإلى أين؟

قبل سنة من الآن بالتحديد الموافق 6 ديسمبر 2012 كتبت تدوينتي بالليبية العامية المعنونة بـ علاش الدستور؟
التدوينة الموجهة للمواطن الليبي كانت أشبه بالنظرة العامة على أهمية الدستور، وعلى أهمية تحويله من نقطة صراع إلى مكسب حقيقي للشعب.وشاءت الأقدار أن ختمت تلك التدوينة بالقول :
الدستور قرار مصيري
يا ليبيين .. هو قرار منكم يا يمشي ليبيا قدام
يا يدير فيها مدار السيد مرسي في مصر !
وانتم قررّوا”
أنهيت التدوينة ونشرتها، دون تصور أن يمضى العام فيجرف معه مرسي وملايين الأصوات التي أيدته، والتي قررت فيما بعد أن تغير موقفها، فيما أسماه البعض بتصحيح الديمقراطية بينما فضّل آخرون تسميته بالإنقلاب العسكري على الشرعية ..إن كل هذا لا يهمني الآن، وما هذا الحديث إلا لإستحضار المواقف ..فبعد رفضي (كمواطنة غير فقيهة ) لما جاء في الدستور المصري في عهد مرسي، أجد أن التاريخ يعيد نفسه في هذا الظرف تعاملاً مع التعديلات التي أجراها حكام مصر الحاليين على دستور العام 2012.في برهان على أن مشروع الدستور أكبر بكثير مما قد يخيّل لنا، وأن الصراع على الدستور اليوم هو صراع مصيري وصراع بقاء .. هنا أمثلة على مضمون بعض التعديلات التي أجرتها لجنة الخمسين المصرية (بعد 30 يونيو) على دستور 2012 : أولاً : (تحديد الحالات التي يحاكم فيها المدنيون أمام المحكمة العسكرية) مما يعني أن عهد المحاكم العسكرية لم ينته.ثانيا: ضرورة موافقة المجلس الأعلى للقوات المسلحة على تعيين وزير الدفاع خلال الدورتين الرئيسيتين المقبلتين مما يعني (صلاحيات أقوى للمؤسسة العسكرية وأقل للسلطة التنفيذية) هذه الأمثلة ربما تبدو للبعض ضرورية لتحقيق توازن بين مؤسسات الدولة في مصر، لكن ما هو أعمق من وجهة نظري وبالنظر إلى تاريخ “الصراعات الدستورية “- الأعمق هو أن التعديلات التي أجريت في عهد مبارك، ثم مرسي، والآن المؤسسة العسكرية، توضح جليّاً مبدأ السيطرة ووضع اليد الذي تسعى كل الأطراف والأطياف والجماعات و القوى الشرعية والغير شرعية، لتحقيقه؛ عبر الإستفادة من مثل هذه الظروف لتمرير ما يضمن بقاءها أطول فترة ممكنة، بالإضافة لإصرار هذه القوى في مصر، على الذهاب بنتائج الإستفتاء على هذا الدستور اليوم، بإتجاه الموافقة بالإجماع.
إن الإطالة في الحديث، وإستحضار كل هذه المقارنات والمواقف ماهو إلا أداة أوضحّ من خلالها أهمية هذه التجربة كونها مثال حي على ديمقراطية تلاها تغيير من نوع مختلف تماماً، رغم أننا نمر بظروف لا تتشابه كثيرا مع الحالة المصرية، خصوصاً بالحديث عن الجيش.ومن خلال مراقبتي لما يتداوله الليبيون على الشبكة خلال فترة الثورة الثانية المصرية، فإن الغالبية تمنت أن تمتلك ليبيا جيش بقوة الجيش المصري قادر على حماية الشعب .
السؤال الآن .. في ظل كل ما نعيشه هذه الأيام، هل يتخلىّ أحد عن الدستور؟
صورة عن فيديو توعوي مشهور في ليبيا، يظهر في ختامه هذا الشاب مردداً: أنا التستور شن تبي مني؟
الفيديو بدعم من وزارة الثقافة والمجتمع المدني
أدري أنّ هذا السؤال غير مهمّ بالنسبة للكثيرين، الذين أرهقتهم نتائج الإفراز الديمقراطي الأول التي باءت في مجلمها بالفشل
الذريع ..
بينما تستمر القوى السياسية والعسكرية والثورية و حتى الإرهابية، في خوض معركة البقاء دون وعي شعبي ملموس بهذا الأمر!
أذكر قبل شهرين، حديث أحد المسؤولين عن جهاز من الأجهزة الأمنية الوهمية الكثيرة هذه الأيام ! على قناة ليبيا الأحرار، حيث قال بما معناه “ لن نتخلى عن الدستور”
وهذا ليس وحده المؤشر على أهمية المرحلة القادمة، فغياب عاملين مهمين كالجيش والشرطة، و إستمرارية دعوة المفوضية العليا للإنتخابات، رغم مطالبة الكثيريين بتأجيلها،والتمديد بعد التمديد، ومحاولة بعض الأطراف للضغط بإغلاق النفط والغاز والإقتتال الدائر بين القوات الخاصة وأنصار الشريعة التي حرّم أحد قادتها هذه الديمقراطية - في بنغازي – والمظاهرات الجارية أيضاً في درنة ضد المتشددين و إنعدام الأمن في المدينة، والمؤتمر الوطني الغير مبالي بشيء، كل هذه المؤشرات تصب نحو أهمية المرحلة.
لا أخفيكم .. أنني مثل الكثيرين منكم، أخشى تكرار التجربة، إلاّ أن أسباب كالمذكورة سابقا تدق في ذهني نواقيس الخطر ..

فقط لقناعتي بأن حلم دولة الحقوق والحريات، التي تضمن للجميع العيش بكرامة – هو حلم مشروع ويستحق - إن لم يكن لأجلنا، فلأجل أرواح المناضلين والشهداء، ولأجل الأجيال القادمة - يستحق بالفعل أن نكافح لفرضه، كما تحاول كل القوى والجماعات السياسية والعسكرية والدينية فرض نفسها.